الزلزال وتأثيره على سوق العقارات في تركيا
ستعاني تركيا بكل تأكيد من تبعات الزلزال المدمر الذي ضرب عدة ولايات فيها، وسيكون له تأثير كبير على عدة جوانب اقتصادية و استثمارية و اجتماعية، وعطفا على ذلك سيكون للزلزال تأثيره على سوق العقارات في تركيا على وجه الخصوص. فما مدى تأثيره، وماهي الانعكاسات التي سيتركها على الاستثمار العقاري وما هي أهم الاعتبارات و الحسابات الجديدة التي ستطفو على السطح.. أجوبة هذه الأسئلة عن الزلزال وتأثيره على سوق العقارات في تركيا في المقال التالي:
الزلزال وتبعاته على سوق العقارات في تركيا:
يواجه القطاع العقاري في تركيا أكبر تحدٍ له يمكن تصوره. والذي يتمثل بالزلزال العنيف الذي ضرب عشرات المدن والقرى في عدد من الولايات التركية.. وكان له آثار وخسائر جسيمة في الأرواح و المباني و الممتلكات.. فقد تخطت خسائر العقارات في تركيا ما عدده المليون وحدة سكنية إما تضررت بشكل كبير وإما بشكل جزئي. وفي خضم توابع الزلزال من هزات ارتدادية أو زلازل منفصلة في تلك المناطق المنكوبة في تركيا… لا يمكن إلى هذه اللحظة تقدير الخسائر المادية التي خلفها الزلزال والتي كانت التقديرات الأولية تفوق 40 مليار دولار بينما الرقم الحقيقي قد يتجاوزه بأضعاف بعد تفاقم الأوضاع وتكرار الهزات الارتدادية للزلزال.
تأثير الزلزال على قطاع العقارات في تركيا:
إنّ أي منطقة تتعرض لكوارث طبيعية ستتأثر من حيث القوة البنائية و الأسعار و الاستثمار. وبناءً عليه، فإن قطاع العقار في تركيا سيتأثر بشكل كبير بهذه الفاجعة وستترك أثرا نفسيا وردة فعل طبيعية في نفوس الكثيرين وخاصة في مناطق الزلزال تحديدا. ويمكن القول أن الرغبة في الاستثمار بتلك المناطق في تركيا ستنخفض ولن تكون بذاك الإقبال ونتيجة لذلك سيكون هناك تأثير واضح على مبيعات العقارات بالنسبة للمستثمرين الأجانب في تلك المناطق.
وقد تنخفض أسعار العقار و الإيجار والتملك بتلك المناطق والمدن القريبة منها وستلقي بظلالها أيضا في عموم البلاد وخاصة إذا استمرت النشاطات الزلزالية في تركيا. كان من تأثير الزلزال على قطاع العقارات في تركيا، أنه رفع اللثام عن بعض الفاعلين في قطاع البناء والإنشاءات.. حيث أن هذا الدمار الهائل الذي أحدثه الزلازل ناجم بشكل كبير من عدم التزام المقاول و المطور العقاري بلوائح البناء.. التي تتضمن معايير هندسية وفنية تضمن صمود ومقاومة الأبنية إلى أبعد حد في وجه الزلازل.
وإذا استثنينا المباني القديمة و الخطيرة ونظرنا إلى بعض المباني الحديثة التي تعرضت للانهيار فإن السبب المباشر يعود لأحد أمرين:
أنه تم إنشاء المبنى في منطقة تربتها رخوة ولم يقم المطور العقاري بمراعاة معاييرها وتعزيز قوة البناء.
المقاول لم يلتزم بضوابط البناء و مواصفاته المقاومة للزلازل.
وعطفا على ذلك، فقد رأينا مظاهر عديدة لعدم التزام بعض المقاولين بمعايير البناء كاستخدام نوعية رديئة من الإسمنت أو استعمال قضبان حديد رفيعة لا تتمكن من دعم الأعمدة. وعقب إجراءات فورية اتخذتها الحكومة التركية مباشرة عقب الزلزال.. اعتقلت عددا من المقاولين المسؤولين عن أبنية انهارت عقب الزلزال، وقد أمرت وزارة العدل التركية بفتح تحقيقات واسعة في الجرائم المتعلقة بالزلازل.. وملاحقة المسؤولين عن بناء مجمعات سكنية مخالفة للمواصفات مما تسبب في انهيارها أو تضرر جزء كبير منها.
اعتبارات جديدة في قطاع العقارات في تركيا:
إنّ استيفاء المباني لمعايير فنية و مواصفات هندسية، تعمل بشكل كبير على مقاومة البناء للزلزال. ويمكنه الصمود في وجه الكوارث، كما أنها تخفض إلى حد كبير تأثيرات الزلازل وتقتصر على أضرار بسيطة. ومن الأمثلة على ذلك، سلامة الكثير من المجمعات السكنية التي التزم مطورها العقاري بمواصفات المنازل المقاومة للزلزال.. و اعتمدوا أجود مواد البناء دون تلاعب بمعاييرها، نذكر مثالا على ذلك المجمعات السكنية القديمة نوعا ما..
والتي قام المقاول آيدن دورسون بالإشراف على إنشائها في ولاية هاتاي والتي تصل لأكثر من 1000 شقة حيث أنها صمدت ولم تتعرض للهدم إثر الزلزال. ومن الأمثلة التي لاقت إشادة كبيرة هي مباني توكي الحكومية والتي تضم أكثر من 150ألف شقة.. في الولايات التي ضربها الزلزال لم تشهد أي انهيار نتيجة لمراعاتها مقومات وضوابط البناء المطلوبة. وإنّ هناك أكواد مختصة بمقاومة الزلزال لمختلف أنواع المنشآت والمجمعات السكنية تتضمن هذه الأكواد معايير علمية وفنية خاصة.
هذه كانت أهم المعلومات الخاصة عن الزلازل وتأثيره على سوق العقارات في تركيا، قدمناها لكم من إيبلا العقارية.
تحرير: إيبلا العقارية
إذا أعجبك الموضوع شاركه مع من تحب.