بورصة بين الماضي والحاضر

بورصة بين الماضي والحاضر

بورصة بين الماضي والحاضر

بورصة بين الماضي والحاضر.. أجمل ما خلق الله في الأناضول، سلسلة من حكايا الحضارات وتمازج الثقافات، ما بين الأسطورة و الإعجاز.. ما بين التقليد و التجديد، شهدنا ميلاد إرث عظيم، بورصة بين الماضي والحاضر.

جبل اولوداغ - أولو جامع بورصة

مقدمة:

بورصة هي رابع مدن تركيا سكانا، وإحدى أبرز الوجهات الاقتصادية والاستثمارية في تركيا.. تقع شمال غرب البلاد في منطقة مرمرة.. إضافة إلى ذلك، لبورصة شهرة عالمية في القطاع السياحي و الثقافي؛ لما تضمه من كنوز تاريخية وأثرية ومراكز ترفيهية وعلاجية وسنتحدث قليلا حول بورصة بين الماضي والحاضر.

بورصة بين الماضي والحاضر:

سلسلة من عقود الذهب في تاريخ بورصة:

بورصة بين الماضي والحاضر وفقاً للدراسات العلمية وبناء على المعالم والمصادر الأثرية.. يعود تاريخ بورصة لأكثر من 8500 عام.. إلى جانب ذلك، من خلال الحفريات في تلال وأطلال بورصة تبين أن أكثر من ثلاثين تلاً كانت عبارة عن قرى مأهولة، عاش فيها الناس في عصور ما قبل التاريخ..

ومع مرور الزمن، اتحدت هذه المجتمعات فيما بينها مشكلة المملكة البيثينية التي حكمت بورصة في 1200 قبل الميلاد.. وبنت حضارة وإمبراطورية عظمى وتأسست مدينة بروسا، التي تمثل أساس مدينة بورصة حاليا.. من قبل أحد ملوك بيثينيا يدعى بروسياس.. وذلك قبل الميلاد بنحو قرنين.

تخلل هذه الفترة الطويلة غزو فارسي وخضعت منطقة بورصة لسيطرتهم مدة من الزمن قبل أن يتم إخراجهم من بلاد الأناضول.. و بالعودة إلى البيثينيين، فقد ارتبطوا مع الرومان إلى أن آل إليهم حكم بورصة بشكل تام.

في العصر الروماني:

 أصبحت بورصة منطقة مهمة بالنسبة للمسيحيين، وتم بناء أكثر من 50 ديرا وكنيسة في نواحي مختلفة من أطراف جبل أولوداغ في بورصة.. إضافة إلى ذلك، شهدت بورصة ازدهارا وتطورا إلى أن غدت أبرز وأهم منطقة أثناء حكم الرومان. وفي عام 1080، بدأت سيطرة السلاجقة على المنطقة وأصبحت منطقة إزنيك في بورصة عاصمة للدولة السلجوقية في الأناضول.ومع دخول عام 1299، تأسست الإمارة العثمانية في سوغوت وبدأت بالتوسع والفتوحات حتى سيطروا على كامل بورصة في زمن السلطان عثمان غازي وابنه أورهان.. وكانت بداية الإمبراطورية العثمانية و عاصمتها بورصة.

والجدير بالذكر، أن بورصة بوصفها مهد للدولة العثمانية وعاصمة لهم عاشت أزهى فتراتها الحضارية وشهدت نهضة كبيرة وازدهاراً عمرانياً وثقافياً.. وتم بناء المدينة بشكل حضري بلمسات فنية عثمانية مازالت شاهدة على العصر. وفي هذا الخصوص، شهدت بورصة في زمن السلطان مراد انتعاشة عمرانية مميزة.. حيث واصل أعمال إعادة الإعمار في بورصة وبنى مجمع المرادية الشهير في بورصة.

ومع فتح إسطنبول عام 1453:

بورصة بين الماضي والحاضر انتقل مركز السلطة العثمانية من مدينة بورصة إلى مدينة إسطنبول الحالية.. ومع مرور الزمن، في عام 1920 احتل اليونانيون منطقة بورصة وعاشت فترة نضال وحروب إلى أن تحررت وعادت إلى حضن الجمهورية التركية سنة 1922، إثر هدنة مودانيا الشهيرة.

وفي عصر الجمهورية الأولى، عادت بورصة إلى النهضة والتطور وتابعت تميزها كما كانت في الفترة العثمانية على الصعيد الزراعي والتجاري.. إضافة إلى ذلك، بدأت النهضة الصناعية التي ازدهرت مع بناء المؤسسات الصناعية وافتتاح مصنع بورصة الشهير على يد كمال أتاتورك.. ومع مواكبة الحضارة العالمية، استمرت بورصة بتطورها وتقدمها الاقتصادي والاستثماري.. فضلاً عن نهضتها العمرانية الراقية، وأصبحت مركزاً من مراكز الصناعة و التجارة التي تضاهي مدن العالم المتحضر.

بالإضافة إلى ما سبق، تمتاز بورصة بإمكانيات سياحية وثقافية عالمية؛ لما تتمتع به من أماكن أثرية وتراث كبير لتاريخ طويل من الإنجازات. وعلاوة على ذلك، استطاعت بورصة أن تحافظ على هويتها الثقافية والتاريخية رغم التقدم التكنولوجي والتحول الحضاري الذي تعيشه، وبذلك يمتاز مجتمع بورصة بمعادلة عصر التقنيات بطبيعته العفوية و تقاليده الموروثة.

بورصة بين الألم والإبداع:

بورصة بين الماضي والحاضر عندما انتقل مركز العاصمة من بورصة إلى إسطنبول، فقدت مدينة بورصة أهميتها السياسية والثقافية نسبياً وهيمنت إسطنبول على الثقل الاقتصادي للدولة العثمانية. ولكن سرعان ما تعافت مدينة بورصة ونفضت عن ردائها الأخضر غبار التقلبات السياسية والثقافية؛ لتنهض من جديد وتجسد فقدانها للسلطة إلى إبداعات وإنجازات خالدة.. فضلاً عن حفاظها على مكانتها وقيمتها المعنوية كونها (العاصمة الروحية) للإمبراطورية العثمانية.

وفي عام 1920، حين احتلت اليونان مدينة بورصة وظلت تحت الاحتلال لمدة عامين.. عم حزن شديد جميع أنحاء تركيا، وغطت الجمعية الوطنية الكبرى في بورصة المنصة بقطعة قماش أسود حتى تحرير بورصة من سيطرة المحتل اليوناني.. وضمد نهر نيلوفر جرحه النازف و جففت البساتين الخضر دموعها بمناديل النصر، لتنهض بورصة وتغدو أقوى من ذي قبل، وتصنع من المعاناة قاعدة اقتصادية و تجارية وقبلة سياحية و معيشية في مقدمة مدن العالم المتحضر.. مع كل نكسة عايشتها بورصة صقلت عزيمتها أكثر ووقفت من جديد شامخة عتيدة، كزيتون جيمليك وقمة جبل أولوداغ الصامدين.

بورصة بين الماضي والحاضر

الوفاء والتضامن في مجتمع بورصة:

بورصة بين الماضي والحاضر قلما تجد مدينة كبورصة ظلت وفية لماضيها وتقاليدها، رغم أنها من المدن التركية الرائدة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا.. و استطاعت أن توازن بين سباحتها في تيار الحداثة وتشبثها بعادات موروثة؛ فلم يأخذها المد ويستولي على طبائع مجتمعها.

إلى جانب ذلك، يستوقفنا مصطلح التضامن والتكافل الاجتماعي المتميز في بورصة وقت الفرح والبهجة ووقت المعاناة والحاجة. علاوة على ذلك، من عشرات السنين كانت بورصة تستقبل المهاجرين من شتى البلاد وتقدم لهم الخدمات وتظهر لهم تضامنها وتعاطفها.. والجدير بالذكر، فإنّ هذا التقليد بدأ مع السلطان عثمان غازي المتمثل بمساعدة الفقراء.. ويمكن أن نسميه نهج عثماني في تقديم مساعدة اجتماعية والتي ظلت تتوارثه الأجيال حتى الآن. ويطمح الكثير من أهل بورصة اليوم أن تتوسع وتنتشر هذه الفضائل الاجتماعية أكثر، وتصبح بورصة المدينة المثالية.

ايبلا العقارية في بورصة

وبهذا نكون قدمنا من ايبلا العقارية شرح بسيط لا يستوفي مدينة بورصة حقها الذي تعجز عنه الكلمات، ولكي نثري دليل القارئ والباحث عن تاريخ مدينة بورصة بين الماضي والحاضر.

 

تحرير: إيبلا العقارية

إذا اعجبك الموضوع حول بورصة بين الماضي والحاضر شاركه مع من تحب لتعم الفائدة…

المشاركة التالية

ضريح أرطغرل في تركيا

Compare listings

قارن